مستويات الدعم والمقاومة – أدوات تحليل أساسية للمتداولين
حسب Team Exness

في عالم الاستثمار، سواء في الأسهم أو الفوركس أو سوق العملات الرقمية المشفرة، يسعى المستثمرون دائمًا لاستعمال الأدوات والاستراتيجيات التي تساعدهم على توقع تحركات السعر المستقبلية و اتخاذ القرارات الصحيحة.
وتعد مستويات الدعم والمقاومة من أكثر الاستراتيجيات شيوعًا بين المتداولين في جميع الأسواق المالية.
تهدف هذه المقالة إلى تقديم مدخلٍ مفصّل لطريقة التحليل الفني باستخدام مستويات الدعم والمقاومة، مع التركيز على شرح مفهومها و أنواعها المختلفة وتقنيات استخدامها لتعزيز فرص النجاح في التداول.
فهم الدعم والمقاومة
مستويات الدعم والمقاومة من التقنيات الرئيسية في التحليل الفني التي تستخدم للتنبؤ بحركات الأسعار لتحديد نقاط الدخول والخروج من صفقات التداول.
مستوى الدعم
الدعم هو مستوى السعر المتوقع أن يدعم السعر ويمنعه من الانخفاض أكثر، وعادة ما يتعافى كلما وصل إلى هذا المستوى.
لتحديد مستوى الدعم في المخطط البياني، ابحث عن المنطقة التي يلامسها السعر ثم يرتد صاعدًا بشكل متكرر.
على سبيل المثال، لنفترض أن سعر سهم شركة ما لامس مستوى 10 دولارات، ثم بدأ في الارتفاع إلى مستوى 11 ثم 12 دولارًا. سيخلق هذا شعورًا بالندم لدى المتداولين لعدم استفادتهم من ارتداد السعر وصعوده.
في هذه الحالة، ينتظر المتداولون انخفاض سعر السهم مرة أخرى إلى مستوى 10 دولارات (السعر الذي يُعتبر أدنى سعر مقارنة بفرصة ضائعة سابقة) قبل الشراء.
يمكن أن يخلق هذا الأمر قوة شراء كبيرة تكون بمثابة "سد" يمنع السعر من الانخفاض أكثر، مما يدفع السعر إلى الارتفاع والتحول من الاتجاه الهابط إلى اتجاه الصاعد.
مستوى المقاومة
المقاومة عكس الدعم، فهي مستوى السعر الذي تدخل فيه ضغوط البيع لمنع السعر من الارتفاع أكثر.
على سبيل المثال، إذا كان سعر السهم 10 دولارات، ثم ارتفع إلى 20 دولارًا، لكننا لا نبيع معتقدين أنه قد يرتفع أكثر، ثم ينخفض مما يسبب الندم.
إذا عاد السعر إلى مستوى 20 دولارًا، فقد يعتقد المستثمرون أن هذا هو أعلى سعر مقارنة بالماضي ويبيعون على الفور.
هذا يمكن يخلق ضغط بيع كبيرًا يكون بمثابة "حاجز" يمنع السعر من الارتفاع أكثر، مما يتسبب في انعكاس السعر من اتجاه صعودي إلى اتجاه هبوطي.
ببساطة، الدعم والمقاومة أشبه بـ "حواجز غير مرئية" على المخطط البياني لحركة سعر، وهي نقاط تميل فيها أسعار الأصول المالية إلى "الارتداد" أو "التراجع".
من منظور نفسي، ينشأ الدعم والمقاومة من عقلية وعواطف المشاركين في السوق، الذين ينقسمون إلى ثلاث مجموعات:
- أولئك الذين يشترون وينتظرون ارتفاع السعر
- أولئك الذين يبيعون وينتظرون انخفاض السعر
- أولئك الذين ينتظرون لإجراء صفقات التداول
أنواع مستويات الدعم والمقاومة
يمكن تصنيف مستويات الدعم والمقاومة إلى ثلاثة أنواع: المستويات الثابتة، والمستويات المتحركة، والمستويات شبه المتحركة.
مستويات الدعم والمقاومة الثابتة
هي نقاط أسعار تاريخية شهدت تغيرات كبيرة، مثل أعلى/أدنى مستوى خلال 52 أسبوع الماضية، أو ببساطة أسعار محورية سابقة.
يعتمد المتداولون والمستثمرون على تحليل البيانات التاريخية لفهم اتجاهات السوق واستشراف مسارها المستقبلي. رغم أن السلوك السابق للسوق لا يضمن تكرار نفس النتائج في المستقبل، إلا أن دراسة أنماط التحركات السابقة تُعد أداة فعالة لاتخاذ قرارات التداول، ولكن يجب استعمالها بحذر.
مستويات الدعم والمقاومة المتحركة
تعتمد هذه المستويات على المؤشرات الفنية، مثل المتوسطات المتحركة أو مؤشر بولينجرباند، والتي تتسم بالمرونة والتغير المستمر، فهي تتكيف مع تغيرات الأسعار اللحظية، مما يجعلها أدوات فعّالة لرصد الاتجاهات السائدة حاليًا في السوق واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
مستويات الدعم والمقاومة شبه المتحركة
تُختبر هذه النطاقات السعرية ويرتد منها السعر مرارًا وتكرارًا، مما يشير إلى وجود قوى الشراء/البيع عند هذه المستويات.
أساليب التداول باستخدام الدعم والمقاومة
- الشراء عند مستوى الدعم: عندما ينخفض السعر إلى مستوى الدعم، تنشأ عن ذلك توقعات بظهور طلبات الشراء، يمكن أن تنتج عنها فرصة شراء.
- البيع عند مستوى المقاومة: عندما يصل السعر إلى مستوى المقاومة، فإن توقع ضغوط البيع يمكن أن يخلق فرصة بيع.
- تحديد وقف الخسارة: وضع وقف الخسارة أسفل الدعم (للشراء) أو فوق المقاومة (للبيع) لتقليل المخاطر.
- استخدام مؤشرات إضافية: دمج مؤشرات فنية أخرى مثل RSI، MACD لتأكيد إشارات الشراء/البيع.
ختامًا، مستويات "الدعم والمقاومة" من أدوات التحليل الفني القوية التي تساعد المتداولين على فهم تحركات الأسعار، والتنبؤ باتجاهاتها، ومن ثم اتخاذ أفضل قرارات الشراء أو البيع.
ولكنّ يتطلبُ إتقان هذه الاستراتيجية دراسةً وافيةً وتدريبًا مُتواصلًا، بجانب دمجها مع أدوات تحليلية أخرى لتعزيز فرص النجاح في التداول.
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.
الكاتب
