ما هو نسخ التداول وكيف يعمل؟
حسب Team Exness

تخيل مُستثمرًا يمتلك ملايين الدولارات لكنه يفتقر إلى الخبرة في التداول في أسواق المال، كما أنه لا يملك الوقت الكافي للتعلم أو إجراء الأبحاث. عادةً ما يلجأ هؤلاء المستثمرون إلى العمل مع مدير صندوق استثمار محترف، يقضي وقتًا طويلاً في البحث عن فرص التداول في السوق ثم يُعلم المستثمر بها.
الآن، تخيل متداولًا محترفًا يُجري كل أبحاث السوق الضرورية، ثم يُنفّذ صفقاته على منصة يمكنك نسخها منها مباشرةً حسب إعدادات يمكنك تخصيصها بحيث تتلاءم مع رأس مالك و أهدافك الاستثمارية.
هل تبدو هذه الفكرة جيدة لدرجة يصعب تصديقها؟ هذا ما يُعرف بنسخ التداول، و هو من طرق الاستثمار الشائعة بين الكثير من المستثمرين في مختلف أسواق المال العالمية.
تابع قراءة هذا المقال للتعرف أكثر على طريقة الاستثمار هذه، وتقرر بنفسك ما إذا كانت مناسبة لك.
ما هو نسخ التداول؟
كما يوحي الاسم، نسخ التداول هو شكل من أشكال الاستثمار يتضمن نسخ المعاملات المالية التي يقوم بها مستثمرون آخرون أو متداولين محترفون تلقائيًا.
ترتكز عملية نسخ التداول على فكرة أن المتداولين المحترفين الناجحين يحققون الأرباح من خلال شراء وبيع الأصول المالية بحكم خبرتهم وتفرّغهم للعمل في السوق. وبالتالي، يُتيح نسخ التداول للمتداولين المبتدئين أو غير المتفرغين تقليد ومحاكاة هذه التداولات والقرارات الاستثمارية دون الحاجة إلى إجراء تحليل مُفصل للسوق لاتخاذ القرار.
اكتسب نسخ التداول شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة لأنه يفتح آفاقًا وفرصًا واسعة للمستثمرين الجدد في مختلف أسواق المال، كما يمكن يستخدمها أولئك الذين ليس لديهم الوقت للتداول بنشاط في الأسواق المالية.
لكن من المهم التأكيد على أن الأرباح ليست مضمونة دائمًا مع نسخ التداول.
إذًا، أين يكمن النجاح أو الفشل؟ الجواب بسيط: في اختيار المتداولين المحترفين الذين نتابعهم وننسخ صفقاتهم.
ما هي آلية نسخ التداول؟
يتيح نسخ التداول إمكانية الوصول إلى خبرة المتداولين المحترفين لمُحاكاة استراتيجياتهم الاستثمارية، كما أنه يسمح بتنويع المحفظة من خلال إدخال مجموعة من المنتجات قد لا تكون مألوفة لدينا.
تعتمد فعالية نسخ التداول على اختيار المتداول المحترف الذي نريد متابعته؛ وذلك بفضل برامج التداول التي توفر معلومات و إحصائيات مفصلة عن جميع تحركات المتداولين السابقة، تسمح برسم صورة عن الأداء السابق لاستراتيجية التداول التي يستخدمها.
هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكنهم نسخ كل متداول، لذا عليك التأكد من أن الحصة ليست ممتلئة.
يمكن تخصيص إعدادات نسخ التداول بناءً على خياراتك الاستثمارية. إذا كنت مستثمرًا محافظًا، يمكنك تقييد حجم رأس المال المستعمل في فتح الصفقات المنسوخة.
أما إذا كنت مستثمرًا ذا شهية عالية للمخاطرة في تداولاتك، يمكنك تخصيص حجم رأس مال أعلى لتحقيق أرباح أكبر. كما توجد خيارات للتعامل مع الصفقات في حالة الخسارة.
ما هي آلية نسخ التداول بالتحديد؟
في كل مرة يفتح فيها المتداول المحترف صفقة تداول في حسابه المنسوخ، تُفتح نفس الصفقة تلقائيًا وآنيًا في حساب المتداول المبتدئ الناسخ، حيث تكون بنفس الحجم والنوع (بيع أو شراء).
على سبيل المثال، إذا فتح المتداول المحترف صفقة تداول لشراء العملة "×" بقيمة 50 دولارًا، فإن المنصة تفتح تلقائيًا وآنيًا صفقة شراء بقيمة 50 دولارًا من العملة" ×".
مقابل نسخ صفقاتهم، يحصل المتداولون المحترفون على عمولة صغيرة تختلف قيمتها حسب المنصة، والتي يمكن أن تتراوح من 7% إلى 10% من الأرباح المحققة من الصفقات الناجحة.
بهذه الطريقة، يستفيد الجميع من الأرباح وكذلك يتكبّدون الخسائر.
كيفية نسخ الصفقات؟
لاستخدام أسلوب نسخ التداول، يجب عليك أن تفتح حساب تداول مع شركة وساطة تقدم تطبيق تداول أو منصة توفر هذه الخدمة.
أولًا، يجب عليك اختيار المتداول المحترف الناجح الذي سوف تتبعه وتنسخ صفقاته في السوق. يمكنك ذلك من خلال الرجوع إلى إحصائيات ومعلومات أدائه السابق التي توفرها المنصة، مثل: الاستراتيجية، وأسلوب التداول ومعدل الأرباح، ومستوى المخاطرة، وإدارة رأس المال، وغيرها من المعلومات المتعلقة باختيار أفضل المتداولين الناجحين.
ابحث بالتفصيل عن الأيام التي يشتغل فيها المتداول وطريقة تداوله ونتائجه على المدى الطويل. خطوة اختيار المتداول بالغة الأهمية، لكنّها لا تحدد نجاح استثمارك أو فشله.
عندما تكون مستعدًا لنسخ الآلي لصفقات المتداول الذي اخترته، تصبح الخطوة التالية هي تحديد أهدافك والمبلغ الذي تريد استثماره.
عند إعداد هذا المعيار يُمكنك أيضًا تحديد حجم الصفقات التي تودّ نسخها وحدود المخاطر، مما يمنحك سيطرة أكبر على استثماراتك.
وتذكر: كلّما قلّ رأس المال المستثمر، قلّت أرباحك، ولكنّ ستكون خسائرك أقلّ أيضًا في حال كانت الصفقات فاشلة.
على العكس من ذلك، إن استثمرت مبلغًا كبيرًا من المال، يمكن أن ترتفع أرباحك بصورة ملحوظة، وترتفع خسائرك أيضًا. لذلك، يجب عليك تقييم كلّ هذه التفاصيل قبل البدء في نسخ التداول.
بعد اختيار المتداول المحترف وتخصيص إعدادات التداول، تبدأ المنصة بنسخ الصفقات آليًا. ابتداءً من هذه النقطة، يُمكن للمستثمر مراقبة وإدارة استثماراته مباشرةً ولحظيًا.
هذه الخطوة حاسمة أيضًا بحيث يُمكنك تعديل إعدادات نسخ التداول أو إيقافه بناءً على أداء المتداولين أو تغيّرات السوق.
فيما يلي خطوات استخدام نسخ التداول بإيجاز:
1. اختيار منصة لنسخ التداول.
2. اختيار المتداول المحترف الناجح بناءً على تحليل أدائه السابق.
3. تحديد إعدادات نسخ الصفقات.
4. النسخ التلقائي للصفقات.
5. مراقبة النتائج ومتابعتها.
ما الفرق بين نسخ التداول والتداول الاجتماعي والتداول المُطابق؟
بالرغم من أنها قد تبدو متشابهة، إلا أنه توجد بعض الفروقات الأساسية بين آليات نسخ التداول والتداول الاجتماعي والتداول المُطابق التي نكتشفها فيما يلي:
نسخ التداول
النسخ التلقائي لعمليات المتداولين الآخرين في حساب التداول. تحدث هذه العملية آليًا ولحظيًا، ويتمتع المستثمر بسيطرة كاملة على إدارة الصفقات المنسوخة، حيث يمكنه تعديل المعايير بناءً على مصلحته أو النتائج الجزئية المحققة.
التداول الاجتماعي
هذا مفهوم أوسع يشمل نسخ التداول. في التداول الاجتماعي، هناك تفاعل أكبر حيث يمكن للمتداولين التفاعل مع الآخرين. إذ يستخدم المتداولون المنصة لمشاركة الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات عبر الدردشة والتعليقات في المنتديات وأشكال التفاعل الأخرى، ومن هنا جاء اسم التداول الاجتماعي.
التداول المُطابق
في التداول المُطابق، ينسخ المستثمرون صفقات المستثمرين المحترفين تلقائيًا وبنفس الإعدادات. و على عكس نسخ التداول، حيث يملك المستثمر قدرة كبيرة على إدارة الصفقات وتعديلها، يتّبع المتداول في التداول المُطابق استراتيجية مُستضافة على خادم شركة الوساطة. وفي هذه الحالة، لا يمتلك المستثمر السيطرة الكاملة على إدارة الصفقات الفردية وتعديلها مُقارنةً بنسخ التداول.
خاتمة
قبل استخدام أي من هذه الاستراتيجيات، من المهم مراعاة جميع الجوانب. صحيحٌ أن نسخ التداول يسمح بالاستفادة من خبرات المستثمرين المحترفين الآخرين، إلا أنه لا يضمن نجاح الاستثمار. فكما هو الحال في أي استراتيجية أخرى، هناك مخاطر يجب أن تُدرس وتُحلل بدقّة قبل اتخاذ قرار استخدامها.
تتمثل إحدى طرق تجنب أخطاء المبتدئين في ألا يقتصر اختارك للمتداولين المحترفين الذين سوف تتبعهم على معايير الربح والخسارة. يساهم هذا الأسلوب في تحسين عملية التعلم. فالفكرة هي دراسة ما نجح وتجنب تكرار الأخطاء، مما يسمح لك بإجراء تحليل أكثر نضجًا ودمج هذه الأداة كجزء من مواردك لتحقيق النجاح كمستثمر في الأسواق المالية.
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.
الكاتب
